مصطفي

الأربعاء، 1 مارس 2017

تابع صفة صلاة النبي صلي الله عليه وسلم من التكبير الي التسليم**


تابع للصفحة السابقة
جواز الاقتصار على الفاتحة
(1/) ( ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي بسند جيد ) و ( كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء [ الآخرة ] ثم يرجع فيصلي بأصحابه فرجع ذات ليلة فصلى بهم وصلى فتى من قومه [ من بني سلمة يقال له : سليم ] فلما طال على الفتى [ انصرف ف ] صلى [ في ناحية المسجد ] وخرج وأخذ بخطام بعيره وانطلق فلما صلى معاذ ذكر ذلك له فقال إن هذا به لنفاق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي صنع وقال الفتى : وأنا لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي صنع . فغدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره معاذ بالذي صنع الفتى فقال الفتى : يا رسول الله يطيل المكث عندك ثم يرجع فيطيل علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أفتان أنت يا معاذ ) وقال للفتى : ( كيف تصنع أنت يا ابن أخي إذا صليت ) . قال : أقرأ بفاتحة الكتاب وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار وإني لا أدري ما دندنتك ودندنة معاذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إني ومعاذ حول هاتين أو نحو ذا ) قال : فقال الفتى : ولكن سيعلم معاذ إذا قدم القوم وقد خبروا أن العدو قد أتوا . قال : فقدموا فاستشهد الفتى فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لمعاذ :
( ما فعل خصمي وخصمك ) . قال : يا رسول الله صدق الله وكذبت استشهد )(1/106)



الجهر والإسرار في الصلوات الخمس وغيرها (1/)
وكان صلى الله عليه وسلم يجهر بالقراءة في صلاة الصبح وفي الركعتين الأوليين من المغرب والعشاء ويسر بها في الظهر والعصر والثالثة من المغرب والأخريين من العشاء ( البخاري وأبو داود ) 
وكانوا يعرفون قراءته فيما يسر به باضطراب لحيته
( البخاري ومسلم ) وبإسماعه إياهم الآية أحيانا ( البخاري وأبو داود )
 وكان يجهر بها أيضا في صلاة الجمعة والعيدين والاستسقاء(البخاري ومسلم ) والكسوف (1/107)
الجهر والإسرار في القراءة في صلاة الليل
 
( البخاري ومسلم ) وأما في صلاة الليل فكان تارة يسر وتارة يجهر ( أبو داود والترمذي ) و ( كان إذا قرأ وهو في البيت يسمع قراءته من في الحجرة )
( النسائي والترمذي )
 و ( كان ربما رفع صوته أكثر من ذلك حتى يسمعه من كان على عريشه ) . ( أي خارج الحجرة ) ( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي )
 وبذلك أمر أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وذلك حينما ( خرج ليلة فإذا هو بأبي بكر رضي الله عنه يصلي يخفض من صوته ومر بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يصلي رافعا صوته فلما اجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي تخفض من صوتك ) . قال : قد أسمعت من ناجيت يا رسول الله وقال لعمر : ( مررت بك وأنت تصلي رافعا صوتك ) . فقال : يا رسول الله أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئا ) وقال لعمر : ( اخفض من صوتك شيئا ) (1/108) ( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي )
 وكان يقول : ( الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة ) 


ما كان يقرؤه صلى الله عليه وسلم في الصلوات


وأما ما كان يقرؤه صلى الله عليه وسلم في الصلوات من السور والآيات فإن ذلك يختلف باختلاف الصلوات الخمس وغيرها وهاك تفصيل ذلك مبتدئين بالصلاة الأولى من الخمس :
1 - صلاة الفجر :
( النسائي وأحمد بسند صحيح ) كان صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بطوال المفصل ف ( كان - أحيانا - يقرأ : الواقعة ( : 56 : 96 ) ونحوها من السور في الركعتين )
( البخاري ومسلم ) وقرأ من سورة الطور ( : 52 : 49 ) وذلك في حجة الوداع
( مسلم والترمذي ) ( و ( كان - أحيانا - يقرأ : ق والقرآن المجيد ( 50 45 : ) ونحوها في [ الركعة الأولى ] )
( مسلم وأبو داود ) 
و ( كان - أحيانا - يقرأ بقصار المفصل ك إذا الشمس كورت ( : 81 15 ) (1/109) ( أبو داود والبيهقي بسند صحيح ) 
و ( قرأ مرة : إذا زلزلت ( 99 : 8 : ) في الركعتين كلتيهما حتى قال الراوي : فلا أدري أنسي رسول الله أم قرأ ذلك عمدا )( أبو داود وابن خزيمة )
 و( قرأ - مرة - في السفر قل أعوذ برب الفلق( : 113 : 5)وقل أعوذ برب الناس(: 114 : 6 )
وقال لعقبة بن عامر رضي الله عنه :( أبو داود وأحمد بسند صحيح ) ( اقرأ في صلاتك المعوذتين [ فما تعوذ متعوذ بمثلهما ]( البخاري ومسلم ) وكان أحيانا يقرأ بأكثر من ذلك ف ( كان يقرأ ستين آية فأكثر ) قال في بعض رواته : لا أدري في إحدى الركعتين أو في كلتيهما( النسائي وأحمد والبزار بسند جيد ) و ( كان يقرأ بسورة الروم)( : 30 : 60 ) ( أحمد بسند صحيح ) و - أحيانا - بسورة يس ( 36 : 83 : )
ومرة ( صلى الصبح بمكة فاستفتح سورة المؤمنين ( 23 : 118 : )(1/110)
( البخاري ومسلم ) حتى جاء ذكر موسى وهارون - أو ذكر عيسى . شك بعض الرواة - أخذته سعلة فركع )( أحمد وأبو يعلى ) و ( كان - أحيانا - يؤمهم فيها ب الصافات ( : 77 : 128 )( البخاري ومسلم )
 و ( كان يصليها يوم الجمعة ب ألم تنزيل السجدة ( 32 : 30 : ) [ في الركعة الأولى وفي الثانية ] ب هل أتى على الإنسان ( : 31 : 76 )
( البخاري ومسلم )
 و ( كان يطول في الركعة الأولى ويقصر في الثانية )
القراءة في سنة الفجر

( أحمد بسند صحيح ) وأما قراءته في ركعتي سنة الفجر فكانت خفيفة جدا
( البخاري ومسلم ) حتى إن عائشة رضي الله عنه كانت تقول : ( هل قرأ فيها بأم الكتاب ) ( مسلم وابن خزيمة والحاكم )
 و ( كان - أحيانا - يقرأ بعد الفاتحة في الأولى منهما آية ( : 2 : 136 ) : قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا إلى آخر الآية وفي الأخرى ( : 3 : 64 ) : قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم إلى آخرها ) (1/111)( مسلم وأبو داود )
 و ( ربما قرأ بدلها ( 23 : 52 : ) : فلما أحس عيسى منهم الكفر إلى آخر الآية )
( مسلم وأبو داود ) ( وأحيانا يقرأ : قل يا أيها الكافرون ( 109 : 6 : ) في الأولى وقل هو الله أحد ( 112 : 4 : ) في الأخرى
( ابن ماجه وابن خزيمة ) وكان يقول : ( نعم السورتان هما ) ( ابن حبان في صحيحه ) و ( سمع رجلا يقرأ السورة الأولى في الركعة الأولى فقال : [ ( هذا عبد آمن بربه ) ثم قرأ السورة الثانية الأخرى فقال : ( هذا عبد عرف ربه ) ] )  

- صلاة الظهر :
( البخاري ومسلم ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين ب فاتحة الكتاب وسورتين ويطول في الأولى ما لا يطول في الثانية )
( مسلم والبخاري في ( جزء القراءة ) وكان أحيانا يطيلها حتى أنه ( كانت صلاة الظهر تقام فيذهب الذاهب إلى البقيع فيقضى حاجته [ ثم يأتي منزله ] ثم يتوضأ ثم يأتي ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى مما يطولها )
( أبو داود بسند صحيح ) و ( كانوا يظنون أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى ) (1/112) ( أحمد ومسلم ) و ( كان يقرأ في كل من الركعتين قدر ثلاثين آية قدر قراءة ألم تنزيل السجدة ( 22 : 30 : ) وفيها الفاتحة )
( أبو داود والترمذي وصححه ) وأحيانا ( كان يقرأ ب السماء والطارق والسماء ذات البروج والليل إذا يغشى ونحوها من السور ) ( ابن خزيمة في صحيحه ) وربما ( قرأ : إذا السماء انشقت ونحوها )( البخاري وأبو داود ) و ( كانوا يعرفون قراءته في الظهر والعصر باضطراب لحيته )
قراءته صلى الله عليه وسلم آيات بعد الفاتحة في الأخيرتين

( أحمد ومسلم ) و ( كان يجعل الركعتين الأخيرتين أقصر من الأوليين قدر النصف قدر خمس عشرة آية )( البخاري ومسلم ) ( وربما اقتصر فيها على الفاتحة )(1/113) 

وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة

( أبو داود وأحمد بسند قوي ) وقد أمر ( المسيء صلاته ) بقراءة الفاتحة في كل ركعة حيث قال له بعد أن أمره بقراءتها في الركعة الأولى :( البخاري ومسلم ) ( ثم افعل ذلك في صلاتك كلها )( أحمد بسند جيد ) ( وفي رواية : ( في كل ركعة )( البخاري ومسلم ) و ( كان يسمعهم الآية أحيانا )( ابن خزيمة في صحيحه ) و ( كانوا يسمعون منه النغمة ب سبح اسم ربك الأعلى ( : 87 : 19 ) وهل أتاك حديث الغاشية ( 26 : 88 : ) ( البخاري والترمذي وصححه ) و(كان أحيانا يقرأ ب(والسماء ذات البروج ) ( : 85 : 22 ) وب والسماء والطارق ( : 86 : 17 ) ونحوهما من السور )( مسلم والطيالسي ) و ( أحيانا يقرأ ب والليل إذا يغشى ( : 92 : 21 ) ونحوها ) 

3 - صلاة العصر :
و ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الأوليين ب فاتحة الكتاب (1/114) (البخاري ومسلم ) وسورتين ويطول في الأولى ما لا يطول في الثانية )( أبو داود بسند صحيح ) و ( كانوا يظنون أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة )
و ( كان يقرأ في كل منهما قدر خمس عشرة آية قدر نصف ما يقرأ في كل من الركعتين الأوليين في الظهر ) ( أحمد ومسلم ) و ( كان يجعل الركعتين الأخيرتين أقصر من الأوليين قدر نصفهما ) ( البخاري ومسلم ) و ( كان يقرأ فيهما ب فاتحة الكتاب )( البخاري ومسلم ) و (كان يسمعهم الآية أحيانا )ويقرأ بالسور التي ذكرناها في ( صلاة الظهر )  
4 - صلاة المغرب :
(البخاري ومسلم ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها - أحيانا - بقصار المفصل)
(النسائي وأحمد بسند صحيح ) حتى إنهم ( كانوا إذا صلوا معه وسلم بهم انصرف أحدهم وإنه ليبصر مواقع نبله )( الطيالسي وأحمد بسند صحيح ) و ( قرأ في سفر ب والتين والزيتون ( 95 : 8 : ) في الركعة الثانية )وكان أحيانا يقرأ بطوال المفصل وأوساطه ف ( كان تارة يقرأ (1/115) ( صحيح ) ب الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ( : 47 : 38 )( البخاري ومسلم ) وتارة ب والطور ( : 52 : 49 )( البخاري ومسلم ) وتارة ب والمرسلات ( 77 : 50 : ) قرأ بها في آخر صلاة صلاها صلى الله عليه وسلم ( البخاري ) و ( كان أحيانا يقرأ بطولى الطوليين : [ الأعراف ] 206 : 7[ في الركعتين ] ) 

القراءة في سنة المغرب

( أحمد والنسائي والمقدسي ) وأما سنة المغرب البعدية ف ( كان يقرأ فيها : قل يا أيها الكافرون ( : 6 : 109 ) وقل هو الله أحد ( 112 4 : ) 

5 - صلاة العشاء

( صحيح ) ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من وسط المفصل )
(1/116)( أحمد والترمذي وحسنه ) ف ( كان تارة يقرأ ب والشمس وضحاها ( : 91 : 15 ) وأشباهها من السور )( البخاري ومسلم ) و ( تارة ب إذا السماء انشقت ( 84 : 25 : ) وكان يسجد بها )( البخاري ومسلم ) و ( قرأ - مرة - في سفر ب التين والزيتون ( : 95 : 8 ) [ في الركعة الأولى ] )ونهى عن إطالة القراءة فيها وذلك حين ( صلى معاذ بن جبل لأصحابه العشاء فطول عليهم فانصرف رجل من الأنصار فصلى فأخبر معاذ عنه فقال : إنه منافق . ولما بلغ ذلك الرجل دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ما قال معاذ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( البخاري ومسلم والنسائي ) ( أتريد أن تكون فتانا يا معاذ إذا أممت الناس فأقرأ ب والشمس وضحاها ( 91 : 15 : ) وسبح اسم ربك الأعلى ( : 77 : 19 ) واقرأ باسم ربك ( : 96 : 19 ) ووالليل إذا يغشى ( : 92 : 21 )[فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة ] )  

6 - صلاة الليل :

( صحيح ) ( وكان صلى الله عليه وسلم ربما جهر بالقراءة فيها وربما أسر يقصر القراءة فيها (1/117) تارة ويطيلها أحيانا ويبالغ في إطالتها أحيانا أخرى حتى قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :( البخاري ومسلم ) ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء قيل : وما هممت قال : هممت أن أقعد وأذر النبي صلى الله عليه وسلم )
وقال حذيفة بن اليمان :( مسلم والنسائي ) ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت : يصلي بها في [ ركعتين ] فمضى فقلت : يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع . . . ) الحديث ( صححه الحاكم ووافقه الذهبي ) و ( قرأ ليلة وهو وجع السبع الطوال )
( صحيح ) و ( كان - أحيانا - يقرأ في كل ركعة بسورة منها )( مسلم وأبو داود ) و ( ما علم أنه قرأ القرآن كله في ليلة [ قط ] ) بل إنه لم يرض ذلك لعبد الله بن عمرو رضي الله عنه حين قال له : (1/118)
( البخاري ومسلم ) ( اقرأ القرآن في كل شهر ) قال : قلت : إني أجد قوة . قال : ( فاقرأه في عشرين ليلة ) قال : قلت : إني أجد قوة . قال : ( فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك )
( النسائي الترمذي وصححه ) ثم ( رخص له أن يقرأه في خمس )
( البخاري وأحمد ) ثم ( رخص له أن يقرأه في ثلاث )
ونهاه أن يقرأه في أقل من ذلك وعلل ذلك في قوله له :
( أحمد بسند صحيح ) من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه ) . وفي لفظ :
( الدارمي والترمذي ) ( لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث ) ثم في قوله له :
( أحمد وابن حبان في صحيحه ) ( فإن لكل عابد شرة ولكل شرة فترة فإما إلى سنة وإما إلى بدعة فمن كانت إلى سنة فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك )
(1/119)
( ابن سعد وأبو الشيخ في أخلاق النبي ) ولذلك ( كان صلى الله عليه وسلم لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث )
( الدارمي والحاكم وصححه ) وكان يقول : ( من صلى في ليلة بمائتي آية فإنه يكتب من القانتين المخلصين )
( أحمد وأبو داود بسند صحيح ) و ( كان يقرأ في كل ليلة ب بني إسرائيل ( 17 : 111 : ) والزمر ( 75 : 39 : )
( الدارمي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) وكان يقول : ( من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين )
( البخاري وأبو داود ) و ( كان - أحيانا - يقرأ في كل ركعة قدر خمسين آية أو أكثر )
( أحمد وأبو داود بسند صحيح ) وتارة ( يقرأ قدر يا أيها المزمل
( : 73 : 20 )
( مسلم وأبو داود ) و ( ما كان صلى الله عليه وسلم يصلي الليل كله ) . إلا نادرا
( النسائي وأحمد وصححه الترمذي ) فقد ( راقب عبد الله
(1/120)
ابن خباب بن الأرت - وكان قد شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الليلة كلها ( وفي لفظ : في ليلة صلاها كلها ) حتى كان مع الفجر فلما سلم من صلاته قال له خباب : يا رسول الله بأبي أنت وأمي لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها فقال :
( أجل إنها صلاة رغب ورهب [ وإني ] سألت ربي عز وجل ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة : سألت ربي أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا ( وفي لفظ : أن لا يهلك أمتي بسنة ) فأعطانيها وسألت ربي عز وجل أن لا يظهر علينا عدوا من غيرنا فأعطانيها وسألت ربي أن لا يلبسنا شيعا فمنعنيها )
( النسائي وابن خزيمة وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) و ( قام ليلة بآية يرددها حتى أصبح وهي : إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ( : 5 : 118 ) [ بها يركع وبها يسجد وبها يدعو ] [ فلما أصبح قال له أبو ذر رضي الله عنه : يا رسول الله ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت تركع بها وتسجد بها ] [ وتدعو بها ] [ وقد علمك الله القرآن كله ] [ لو فعل هذا بعضنا لوجدنا عليه ] [ قال :
( إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي فأعطانيها وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله شيئا ) ] (1/121) و ( قال له رجل : يا رسول الله إن لي جارا يقوم الليل ولا يقرأ إلا قل هو الله أحد ( : 112 : 4 ) [ يرددها ] [ لا يزيد عليها ] - كأنه يقللها - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أحمد والبخاري ) ( والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن ) 

7 - صلاة الوتر :
( النسائي والحاكم وصححه ) ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى سبح اسم ربك الأعلى ( : 87 : 19 ) وفي الثانية قل يا أيها الكافرون ( : 109 : 6 ) وفي الثالثة قل هو الله أحد ( : 112 : 4 ) ( الترمذي وأبو العباس وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) وكان يضيف إليها أحيانا : قل أعوذ برب الفلق ( 113 : 5 : ) وقل أعوذ برب الناس ( : 114 : 6 ) ( النسائي وأحمد بسند صحيح ) ومرة : ( قرأ في ركعة الوتر بمائة آية من النساء ( : 4 : 176 ) ( أحمد وابن نصر وابن حبان بسند حسن صحيح ) وأما الركعتان بعد الوتر فكان يقرأ فيهما إذا زلزلت الأرض (1/122) ( 99 : 8 : ) وقل يا أيها الكافرون  

8 - صلاة الجمعة :
( مسلم وأبو داود ) ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ - أحيانا - في الركعة الأولى بسورة الجمعة ( : 62 : 11 ) وفي الأخرى : إذا جاءك المنافقون ( 63 : 11 : ) وتارة يقرأ - بدلها - : هل أتاك حديث الغاشية ( : 88 : 26 )
( مسلم وأبو داود ) وأحيانا ( يقرأ في الأولى : سبح اسم ربك الأعلى ( : 87 : 19 ) وفي الثانية : هل أتاك )

9 - صلاة العيدين :
( مسلم وأبو داود ) ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ - أحيانا - في الأولى سبح اسم ربك الأعلى وفي الأخرى : هل أتاك )
( مسلم وأبو داود ) و - أحيانا ( يقرأ فيهما ب ق والقرآن المجيد ( : 50 : 45 ) واقتربت الساعة ( : 54 : 55 )
10 - صلاة الجنازة :
( البخاري وأبو داود والنسائي ) ( السنة أن يقرأ فيها ب فاتحة الكتاب [ وسورة ] ) و (1/123)( النسائي والطحاوي بسند صحيح ) ( يخافت فيها مخافتة بعد التكبيرة الأولى )
ترتيل القرآءة وتحسين الصوت بها
 
( أبو داود وأحمد بسند صحيح ) وكان صلى الله عليه وسلم - كما أمره الله تعالى - يرتل القرآن ترتيلا لا هذا ولا عجلة بل قراءة ( مفسرة حرفا حرفا )( مسلم ومالك ) حتى ( كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها )( أبو داود والترمذي وصححه ) وكان يقول : ( يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها ) ( البخاري وأبو داود ) و ( كان يمد قراءته ( عند حروف المد ) فيمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم ) . ونضيد ( البخاري ) وأمثالها  
وكان يقف على رؤوس الآي كما سبق بيانه
( البخاري ومسلم ) و ( كان - أحيانا - يرجع صوته كما فعل يوم فتح مكة وهو على ناقته يقرأ سورة الفتح ( : 48 : 29 ) [ قراءة لينة ] وقد حكى عبد الله
(1/124)
ابن مغفل ترجيعه هكذا ( آ آ آ )

وكان يأمر بتحسين الصوت بالقرآن فيقول :
( البخاري تعليقا ) ( زينوا القرآن بأصواتكم[فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا])
( صحيح ) ويقول : ( إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله ) وكان يأمر بالتغني بالقرآن فيقول :
( الدارمي وأحمد بسند صحيح ) ( تعلموا كتاب الله وتعاهدوه واقتنوه وتغنوا به فوالذي نفسي بيده لهو أشد من المخاض في العقل ) ( أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ويقول : ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن )
(1/125) ( البخاري ومسلم ) ويقول : ( ما أذن الله لشيء ما أذن ( وفي لفظ : كأذنه ) لنبي [ حسن الصوت ( وفي لفظ : حسن الترنم ) ] يتغنى بالقرآن [ يجهر به ] )
وقال لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه :
( البخاري ومسلم ) ( لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود ) [ فقال أبو موسى : لو علمت مكانك لحبرت لك - يريد تحسين الصوت - تحبيرا ] (1/127)  

الفتح على الإمام

( أبو داود وابن حبان والطبراني ) وسن صلى الله عليه وسلم الفتح على الإمام إذا لبست عليه القراءة فقد ( صلى صلاة فقرأ فيها فلبس عليه فلما انصرف قال لأبي : ( أصليت معنا ) قال : نعم قال : ( فما منعك [ أن تفتح علي ] )
الاستعاذة والتفل في الصلاة لدفع الوسوسة ( مسلم وأحمد ) وقال له عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه : يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ذاك شيطان يقال له : خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا ) قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني 


الركوع

( صحيح ) ثم كان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من القراءة سكت سكتة ثم رفع يديه على الوجوه المتقدمة في ( تكبيرة الافتتاح ) وكبر وركع
(1/128)
وأمر بهما ( المسيء صلاته ) فقال له :
( أبو داود والنسائي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ( إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله . . . ثم يكبر الله ويحمده ويمجده ويقرأ ما تيسر من القرآن مما علمه الله وأذن له فيه ثم يكبر ويركع [ ويضع يديه على ركبتيه ] حتى تطمئن مفاصله وتسترخي . . ) . الحديث 

صفة الركوع

( صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يضع كفيه على ركبتيه ) البخاري وأبو داود و ( كان يأمرهم بذلك ) . وأمر به أيضا ( المسيء صلاته ) كما مر آنفا
( البخاري وأبو داود ) و ( كان يمكن يديه من ركبتيه [ كأنه قابض عليهما ] )
و ( كان يفرج بين أصابعه ) وأمر به ( المسيء صلاته ) فقال :
(1/129)
( ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ) ( إذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرج بين أصابعك ثم امكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه )
( الترمذي وصححه ابن خزيمة ) و ( كان يجافي وينجي مرفقيه عن جنبيه )
( البيهقي بسند صحيح والبخاري ) و ( كان إذا ركع بسط ظهره وسواه ) حتى لو صب عليه الماء لاستقر ) الطبراني وعبد بن أحمد في زوائد المسند وابن ماجة وقال ل ( المسيء صلاته ) :
( أحمد وأبو داود بسند صحيح ) ( فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك ومكن لركوعك )
( صحيح ) و ( كان لا يصب رأسه ولا يقنع ) ولكن بين ذلك
وجوب الطمأنينة في الركوع
(1/)
و ( كان يطمئن في ركوعه ) وأمر به ( المسيء صلاته ) كما سلف أول الفصل السابق
وكان يقول : ( أتموا الركوع والسجود فوالذي نفسي بيده إني
(1/130)
لأراكم من بعد ظهري إذا ما ركعتم وما سجدتم )
و ( رأى رجلا لا يتم ركوعه وينقر في سجوده وهو يصلي فقال :
( أبو يعلى في مسنده والبيهقي والطبراني وصححه ابن خزيمة ) ( لو مات هذا على حاله هذه مات على غير ملة محمد [ ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم ] مثل الذي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده مثل الجائع الذي يأكل التمرة والتمرتين لا يغنيان عنه شيئا )
( حديث حسن ) وقال أبو هريرة رضي الله عنه : ( نهاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن أنقر في صلاتي نقر الديك وأن ألتفت التفات الثعلب وأن أقعي كإقعاء القرد )
( ابن أبي شيبة والطبراني وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) وكان يقول : ( أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته ) . قالوا : يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته قال : ( لا يتم ركوعها وسجودها )
و ( كان يصلي فلمح بمؤخر عينه إلى رجل لا يقيم صلبه في الركوع والسجود فلما انصرف قال :
(1/131)
( ابن أبي شيبة وابن ماجة وأحمد بسند صحيح ) ( يا معشر المسلمين إنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود ) 

أذكار الركوع

وكان يقول في هذا الركن أنواعا من الأذكار والأدعية تارة بهذا وتارة بهذا :
1 - ( أحمد وأبو داود وابن ماجة والدارقطني ) ( سبحان ربي العظيم ( ثلاث مرات )
وكان - أحيانا - يكررها أكثر من ذلك
وبالغ مرة في تكرارها في صلاة الليل حتى كان ركوعة قريبا من قيامه وكان يقرأ فيه ثلاث سورة من الطوال : البقرة والنساء وآل عمران يتخللها دعاء واستغفار كما سبق في ( صلاة الليل ) (1/132)
2 - ( صحيح ) ( سبحان ربي العظيم وبحمده ( ثلاثا )
3 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( سبوح قدوح رب الملائكة والروح )
4 - ( البخاري ومسلم ) ( سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي . وكان يكثر - منه - في ركوعه وسجوده يتأول القرآن )
5 - ( النسائي بسند صحيح ) اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت [ أنت ربي ] خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي ( وفي رواية وعظامي ) وعصبي [ وما استقلت به قدمي لله رب العالمين ] )
6 - ( مسلم وأبو عوانة والطحاوي والدار قطني ) ( اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت أنت ربي خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين )
7 - ( أبو داود والنسائي بسند صحيح ) ( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ) وهذا قاله في صلاة الليل (1/133)
إطالة الركوع

( البخاري ومسلم ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يجعل ركوعه وقيامه بعد الركوع وسجوده وجلسته بين السجدتين قريبا من السواء )
النهي عن قراءة القرآن في الركوع

( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان ينهى عن قراءة القرآن في الركوع والسجود )
( مسلم وأبو عوانة ) وكان يقول : ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) 

الاعتدال من الركوع وما يقول فيه

( البخاري ومسلم ) ثم ( كان صلى الله عليه وسلم يرفع صلبه من الركوع قائلا : ( سمع الله لمن حمده )
( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له : ( لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى . . . يكبر . . . ثم يركع . . . ثم يقول : سمع الله لمن حمده حتى يستوي قائما )
( البخاري وأبو داود ) وكان إذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه
( البخاري وأبو داود ) ثم ( كان يقول وهو قائم : ( ربنا [ و ] لك الحمد )
وأمر بذلك كل مصل مؤتما أو غيره فقال :
( صلوا كما رأيتموني أصلي )
( مسلم وأبو عوانة وأحمد وأبو داود ) وكان يقول : ( إنما جعل الإمام ليؤتم به . . وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا : ( [ اللهم ] ربنا ولك الحمد ) يسمع الله لكم فإن الله تبارك وتعالى قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم : سمع الله لمن حمده ) (1/135) ( البخاري ومسلم وصححه الترمذي ) وعلل الأمر بذلك في حديث آخر بقوله : ( فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه )
وكان يرفع يديه عند هذا الاعتدال على الوجوه المتقدمة في تكبيرة الإحرام ويقول - وهو قائم - كما مر آنفا :
1 - ( البخاري ومسلم ) ( ربنا ولك الحمد )
وتارة يقول :
2 - ( البخاري ومسلم ) ( ربنا لك الحمد )
وتارة يضيف إلى هذين اللفظين قوله :
3 - و4 - البخاري وأحمد ( اللهم )
( البخاري ومسلم ) وكان يأمر بذلك فيقول : ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) (1/136)
وكان تارة يزيد على ذلك إما :
5 .( مسلم وأبو عوانة )(ملء السماوات وملء الأرض ومل ما شئت من شيء بعد)

وإما :
6 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( ملء السماوات و [ ملء ] الأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد ) وتارة يضيف إلى ذلك قوله :
7 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( أهل الثناء والمجد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد )
وتارة تكون الإضافة :
8 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد [ اللهم ] لا مانع لما أعطيت [ ولا معطي لما منعت ] ولا ينفع ذا الجد منك الجد )
وتارة يقول في صلاة الليل :
9 - ( أبو داود والنسائي بسند صحيح ) ( لربي الحمد لربي الحمد ) يكرر ذلك حتى كان قيامه نحوا من ركوعه الذي كان قريبا من قيامه الأول وكان قرأ فيه سورة البقرة )
(1/137)
10 - ( ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه [ مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى ] )
قاله رجل كان يصلي وراءه صلى الله عليه وسلم بعدما رفع صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة وقال : ( سمع الله لمن حمده ) فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( من المتكلم آنفا ) فقال الرجل : أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مالك والبخاري وأبو داود ) ( لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولا )

إطالة هذا القيام ووجوب الاطمئنان فيه
(1/)
( البخاري ومسلم ) وكان صلى الله عليه وسلم يجعل قيامه هذا قريبا من ركوعه كما تقدم بل ( كان يقوم أحيانا حتى يقول القائل : ( قد نسي [ من طول ما يقوم ] )
وكان يأمر بالاطمئنان فيه فقال ل ( المسيء صلاته ) :
( البخاري ومسلم ) ( ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائما [ فيأخذ كل عظم مأخذه ] ( وفي رواية : ( وإذا رفعت فأقم صلبك وارفع رأسك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها ) . وذكر له : ( أنه لا تتم صلاة لأحد من الناس إذا لم يفعل ذلك )
(1/138)
( أحمد والطبراني في ( الكبير ) بسند صحيح ) وكان يقول : ( لا ينظر الله عز وجل إلى صلاة عبد لا يقيم صلبه بين ركوعها وسجودها ) 

السجود
( صحيح ) ثم ( كان صلى الله عليه وسلم يكبر ويهوي ساجدا ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له : ( لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى . . . يقول : سمع الله لمن حمده حتى
(1/139)
( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) يستوي قائما ثم يقول : الله أكبر ثم يسجد حتى تطمئن مفاصله )
( رواه أبو يعلى بسند جيد وابن خزيمة بسند آخر صحيح ) و ( كان إذا أراد أن يسجد كبر [ ويجافي يديه عن جنبيه ] ثم يسجد )
الخرور إلى السجود على اليدين
(1/)
( ابن خزيمة والدارقطني ) و ( كان يضع يديه على الأرض قبل ركبتيه )
( أبو داود ) وكان يأمر بذلك فيقول : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه )
(1/140)
( ابن خزيمة وأحمد والسراج وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) وكان يقول : ( إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه فإذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه وإذا رفع فليرفعهما )
( البيهقي بسند صحيح ) و ( كان يعتمد على كفيه [ ويبسطهما ] ) . ويضم أصابعهما . ويوجهها قبل القبلة
( أبو داود والنسائي بسند صحيح ) و ( كان يجعلهما حذو منكبيه ) أبو داود والترمذي . وأحيانا ( حذو أذنيه )
( أبو داود والترمذي وصححه هو وابن الملقن ) و ( كان يمكن أنفه وجبهته من الأرض ) (1/141) ( أبو داود وأحمد بسند صحيح ) وقال ل ( المسيء صلاته ) : ( إذا سجدت فمكن لسجودك )
( ابن خزيمة بسند حسن ) وفي رواية ( إذا أنت سجدت فأمكنت وجهك ويديك حتى يطمئن كل عظم منك إلى موضعه )
( الدارقطني والطبراني ) وكان يقول : ( لا صلاة لمن لا يصيب أنفه من الأرض ما يصيب الجبين )
( صحيح ) و ( كان يمكن أيضا ركبتيه وأطراف قدميه ) . و ( يستقبل [ بصدور قدميه و ] بأطراف أصابعهما القبلة ) و ( يرص عقبيه ) . و ( ينصب رجليه ) و ( أمر به ) وكان يفتح أصابعهما
فهذه سبعة أعضاء كان صلى الله عليه وسلم يسجد عليها : الكفان والركبتان والقدمان والجبهة والأنف
(1/142)
وقد جعل صلى الله عليه وسلم العضوين الأخيرين كعضو واحد في السجود حيث ( البخاري ومسلم ) قال : ( أمرت أن أسجد ( وفي رواية : أمرنا أن نسجد ) على سبع أعظم : على الجبهة - وأشار بيده على أنفه - واليدين ( وفي لفظ : الكفين ) والركبتين وأطراف القدمين ولا نكفت الثياب والشعر )
( مسلم وأبو عوانة وابن حبان ) وكان يقول : ( إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب : وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه )
( مسلم وأبو عوانة ) وقال في رجل صلى ورأسه معقوص من ورائه :
( إنما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو مكتوف ) وقال أيضا :
(1/143)
( أبو داود والترمذي وحسنه ) ( ذلك كفل الشيطان ) . يعني : مقعد الشيطان . يعني مغرز ضفره
( صحيح ) و ( كان لا يفترش ذراعيه ) بل ( كان يرفعهما عن الأرض ويباعدهما عن جنبيه حتى يبدو بياض إبطيه من ورائه ) و ( حتى لو أن بهمة أرادت أن تمر تحت يديه مرت )
وكان يبالغ في ذلك حتى قال بعض أصحابه :
( أبو داود وابن ماجه بسند حسن ) ( إنا كنا لنأوي " نرق " لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجافي بيديه عن جنبيه إذا سجد )
(مسلم وأبو عوانة) وكان يأمر بذلك فيقول : ( إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك )
( البخاري ومسلم ) ويقول : ( اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط ( وفي لفظ : كما يبسط ) الكلب )
( أحمد والترمذي وصححه ) وفي لفظ آخر وحديث آخر : ( ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب )
( ابن خزيمة والمقدسي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) وكان يقول : ( لا تبسط ذراعيك [ بسط (1/144) السبع ] وادعم على راحتيك وتجاف عن ضبعيك فإنك إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك معك ) 
وجوب الطمأنينة في السجود
 
وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بإتمام الركوع والسجود ويضرب لمن لا يفعل ذلك مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين لا تغنيان عنه شيئا وكان يقول فيه : ( إنه من أسوء الناس سرقة )
وكان يحكم ببطلان صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود كما سبق تفصيله في ( الركوع ) وأمر ( المسيء صلاته ) بالاطمئنان في السجود كما تقدم في أول الباب 

أذكار السجود

وكان صلى الله عليه وسلم يقول في هذا الركن أنواعا من الأذكار والأدعية تارة هذا وتارة هذا :
1 - ( أحمد وأبو داود وابن ماجه والدارقطني ) ( سبحان ربي الأعلى ( ثلاث مرات )
و ( كان - أحيانا - يكررها أكثر من ذلك )
وبالغ في تكرارها مرة في صلاة الليل حتى كان سجوده قريبا من(1/145) قيامه وكان قرأ فيه ثلاثة سور من الطوال : البقرة والنساء وآل عمران - يتخللها دعاء واستغفار كما سبق في ( صلاة الليل )
2 - ( صحيح ) ( سبحان ربي الأعلى وبحمده ( ثلاثا )
3 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح )
4 - ( البخاري ومسلم ) ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) وكان - يكثر منه في ركوعه وسجوده يتأول القرآن
5 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت [ وأنت ربي ] سجد وجهي للذي خلقه وصوره [ فأحسن صوره ] وشق سمعه وبصره [ ف ] تبارك الله أحسن الخالقين )
6 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( اللهم اغفر لي ذنبي كله ودقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره )
7 - ( ابن نصر والبزار والحاكم وصححه ورده الذهبي لكن له شواهد مذكورة في الأصل ) ( سجد لك سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي أبوء بنعمتك علي هذي - يدي وما جنيت على نفسي )
8 - ( أبو داود والنسائي بسند صحيح ) ( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ) . وهذا (1/146) وما بعده كان يقوله في صلاة الليل
9 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( سبحانك [ اللهم ] وبحمدك لا إله إلا أنت )
10.( ابن شيبة والنسائي وصححه الحاكم ) ( اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت )
11 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( اللهم اجعل في قلبي نورا [ وفي لساني نورا ] واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري نورا واجعل من تحتي نورا واجعل من فوقي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا واجعل أمامي نورا - واجعل خلفي نورا [ واجعل في نفسي نورا ] وأعظم لي نورا )
12 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( [ اللهم ] [ إني ] أعوذ برضاك من سخطك و [ أعوذ ] بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) 

النهي عن قراءة القرآن في السجود

وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن قراءة القرآن في الركوع والسجود ويأمر بالاجتهاد والإكثار من الدعاء في هذا الركن كما مضى في ( الركوع )
( مسلم وأبو عوانة والبيهقي ) وكان يقول : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء [ فيه ] )
إطالة السجود

وكان صلى الله عليه وسلم يجعل سجوده قريبا من الركوع في الطول وربما بالغ في
(1/147)

الإطالة لأمر عارض كما قال بعض الصحابة :
( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي - [ الظهر أو العصر ] - وهو حامل حسنا أو حسينا فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه [ عند قدمه اليمنى ] ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال : فرفعت رأسي [ من بين الناس ] فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس : يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك [ هذه ] سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك قال :
( النسائي وابن عساكر والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) ( كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته )
( ابن خزيمة في صحيحه ) وفي حديث آخر : ( كان صلى الله عليه وسلم يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهما فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره وقال :
( من أحبني فليحب هذين ) (1/148) 
فضل السجود

( أحمد بسند صحيح ) وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة ) قالوا : وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق قال : ( أرأيت لو دخلت صبرة فيها خيل دهم بهم وفيها فرس أغر محجل أما كنت تعرفه منها ) قال : بلى . قال : ( فإن أمتي يومئذ غر من السجود محجلون من الوضوء )
( البخاري ومسلم ) ويقول : ( إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود )
(1/149)
السجود على الأرض والحصير
(1/)
وكان يسجد على الأرض كثيرا
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان أصحابه يصلون معه في شدة الحر فإذا لم يستطع أحدهم أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه )
( أحمد والسراج والبيهقي بسند صحيح ) وكان يقول : ( . . . وجعلت الأرض كلها لي ولأمتي مسجدا وطهورا فأينما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره [ وكان من قبلي يعظمون ذلك إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم ] )
( البخاري ومسلم ) وكان ربما سجد في طين وماء وقد وقع له ذلك في صبح ليلة إحدى وعشرين من رمضان حين أمطرت السماء وسال سقف المسجد وكان من جريد النخل فسجد صلى الله عليه وسلم في الماء والطين قال أبو سعيد الخدري : ( فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جبهته وأنفه أثر الماء الطين )
( البخاري ومسلم ) و ( كان يصلي على الخمرة ) أحيانا و ( على الحصير ) أحيانا و ( صلى عليه - مرة - وقد اسود من طول ما لبس )
(1/150) 

الرفع من السجود
(1/)
ثم ( كان صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه من السجود مكبرا ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال :
( أحمد وأبو داود بسند صحيح ) ( لا يتم صلاة لأحد من الناس حتى . . . يسجد حتى تطمئن مفاصله ثم يقول : ( الله أكبر ) ويرفع رأسه حتى يستوي قاعدا ) و ( كان يرفع يديه مع هذا التكبير ) أحيانا
( البخاري ) ثم ( يفرش رجله اليسرى فيقعد عليها [ مطمئنا ] )
( أحمد وأبو داود بسند جيد ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له : ( إذا سجدت فمكن لسجودك فإذا رفعت فاقعد على فخذك اليسرى )
( البخاري والبيهقي ) و ( كان ينصب رجله اليمنى )
( النسائي بسند صحيح ) و ( يستقبل بأصابعها القبلة )

الإقعاء بين السجدتين
(1/)
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان - أحيانا - يقعي [ ينتصب على عقبيه وصدور قدميه ] )
وجوب الاطمئنان بين السجدتين
(1/)
( أبو داود والبيهقي بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه )
( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) أمر بذلك ( المسيء صلاته ) وقال له :
( لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك )
( البخاري ومسلم ) و ( كان يطيلها حتى تكون قريبا من سجدته ) وأحيانا ( يمكث
(1/152)
حتى يقول القائل : قد نسي )
الأذكار بين السجدتين
(1/)
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الجلسة :
1 - ( أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ( اللهم ( وفي لفظ : رب ) اغفر لي وارحمني [ واجبرني ] [ وارفعني ] واهدني - [ وعافني ] وارزقني ) . وتارة يقول :
2 - ابن ماجه بسند جيد ( رب اغفر لي اغفر لي )
وكان يقولهما في ( صلاة الليل )
( البخاري ومسلم ) ثم ( كان يكبر ويسجد السجدة الثانية ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له بعد أن أمره بالاطمئنان بين السجدتين كما سبق :
(1/153)
( أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي . والزيادة للبخاري ومسلم ) ( ثم تقول : ( الله أكبر ثم تسجد حتى تطمئن مفاصلك [ ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ] )
( أبو عوانة وأبو داود بسندين صحيحين ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع هذا التكبير ) أحيانا
( البخاري ومسلم ) وكان يصنع في هذه السجدة مثل ما صنع في الأولى ثم ( يرفع رأسه مكبرا )
( أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له بعد أن أمره بالسجدة الثانية كما مر :
( ثم يرفع رأسه فيكبر ) وقال له :
( أحمد والترمذي وصححه ) ( [ ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة ] فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك وإن أنقصت منه شيئا أنقصت من صلاتك )
( أبو عوانة وأبو داود بسندين صحيحين ) و ( كان يرفع يديه ) أحيانا
جلسة الاستراحة
( البخاري وأبو داود ) ثم ( يستوي قاعدا [ على رجله اليسرى معتدلا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ] )
(1/154) 

الاعتماد على اليدين في النهوض إلى الركعة
(1/)
( الشافعي والبخاري ) ثم ( كان صلى الله عليه وسلم ينهض معتمدا على الأرض إلى الركعة الثانية )
( أبو إسحاق ) و ( كان يعجن في الصلاة : يعتمد على يديه إذا قام )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان صلى الله عليه وسلم إذا نهض في الركعة الثانية استفتح ب الحمد لله ولم يسكت )
وكان يصنع في هذه الركعة مثل ما يصنع في الأولى إلا أنه كان يجعلها أقصر من الأولى كما سبق
(1/155) 

وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة
(1/)
( أبو داود وأحمد بسند قوي ) وقد أمر ( المسيء صلاته ) بقراءة الفاتحة في كل ركعة حيث قال له بعد أن أمره بقراءتها في الركعة الأولى :
( ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ) ( وفي رواية : ( في كل ركعة )
( ابن ماجة وابن حبان في صحيحه ) وقال : ( في كل ركعة قراءة ) 

التشهد الأول
(1/)
جلسة التشهد
( النسائي بسند صحيح ) ثم كان صلى الله عليه وسلم يجلس للتشهد بعد الفراغ من الركعة الثانية فإذا كانت الصلاة ركعتين كالصبح ( جلس مفترشا )
( البخاري وأبو داود ) ( كما كان يجلس بين السجدتين وكذلك ( يجلس في التشهد الأول ) من الثلاثية أو الرباعية
( أبو داود والبيهقي بسند جيد ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له :
(1/156)
( فإذا جلست في وسط الصلاة فاطمئن وافترش فخذك اليسرى ثم تشهد )
وقال أبو هريرة رضي الله عنه :
( الطيالسي وأحمد وابن أبي شيبة ) ( ونهاني خليلي صلى الله عليه وسلم عن إقعاء كإقعاء الكلب )
( مسلم وأبو عوانة ) وفي حديث آخر : ( كان ينهى عن عقبة الشيطان )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان إذا قعد في التشهد وضع كفه اليمنى على فخذه ( وفي رواية : ركبته ) اليمنى ووضع كفه اليسرى على فخذه ( وفي رواية : ركبته ) اليسرى [ باسطها عليها ] )
( أبو داود والنسائي بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يضع حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى )
( البيهقي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) و ( نهى رجلا وهو جالس معتمد على يده اليسرى في الصلاة فقال : ( إنها صلاة اليهود ) وفي لفظ :
(1/157)
( أحمد وأبو داود بسند جيد ) ( لا تجلس هكذا إنما هذه جلسة الذين يعذبون ) وفي حديث آخر :
( عبد الرزاق وصححه عبد الحق في أحكامه ) ( هي قعدة المغضوب عليهم ) 

تحريك الإصبع في التشهد
(1/)
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يبسط كفه اليسرى على ركبته اليسرى ويقبض أصابع كفه اليمنى كلها ويشير بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ويرمي ببصره إليها )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان إذا أشار بإصبعه وضع إبهامه على إصبعه الوسطى )
( أبو داود والنسائي وابن الجارود وابن حبان في صحيحه ) وتارة ( كان يحلق بهما حلقة )
( أبو داود وابن حبان في صحيحه ) و ( كان رفع إصبعه يحركها يدعو بها ) ويقول :
(1/158)
( أحمد والبزار وأبو جعفر ) ( لهي أشد على الشيطان من الحديد . يعني : السبابة )
( ابن أبي شيبة بسند حسن ) و ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بعضهم على بعض . يعني : الإشارة بالإصبع في الدعاء )
( النسائي والبيهقي بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك في التشهدين جميعا )
و ( رأى رجلا يدعو بإصبعيه فقال :
(1/159)
( ابن أبي شيبة والنسائي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ( أحد [ أحد ] ) [ وأشار بالسبابة ] )
====================

تحريك الإصبع في التشهد
(1/)
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يبسط كفه اليسرى على ركبته اليسرى ويقبض أصابع كفه اليمنى كلها ويشير بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ويرمي ببصره إليها )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان إذا أشار بإصبعه وضع إبهامه على إصبعه الوسطى )
( أبو داود والنسائي وابن الجارود وابن حبان في صحيحه ) وتارة ( كان يحلق بهما حلقة )
( أبو داود وابن حبان في صحيحه ) و ( كان رفع إصبعه يحركها يدعو بها ) ويقول :
(1/158)
( أحمد والبزار وأبو جعفر ) ( لهي أشد على الشيطان من الحديد . يعني : السبابة )
( ابن أبي شيبة بسند حسن ) و ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بعضهم على بعض . يعني : الإشارة بالإصبع في الدعاء )
( النسائي والبيهقي بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك في التشهدين جميعا )
و ( رأى رجلا يدعو بإصبعيه فقال :
(1/159)
( ابن أبي شيبة والنسائي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) ( أحد [ أحد ] ) [ وأشار بالسبابة ] ) 

وجوب التشهد الأول ومشروعية الدعاء فيه
(1/)
( مسلم وأبو عوانة ) ثم ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في كل ركعتين ( التحية )
( البيهقي بإسناد جيد ) و ( كان أول ما يتكلم به عند القعدة : ( التحيات لله )
( البخاري ومسلم ) و ( كان إذا نسيها في الركعتين الأوليين يسجد للسهو )
وكان يأمر بها فيقول :
( النسائي وأحمد والطبراني بسند صحيح ) ( إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا : التحيات إلخ . . . وليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدع الله عز وجل [ به ] ) وفي لفظ : ( قولوا في كل جلسة : التحيات ) . وأمر به ( المسيء صلاته ) أيضا كما تقدم آنفا
( البخاري ومسلم ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يعلمهم التشهد كما يعلمهم السورة من القرآن )
( أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) و ( السنة إخفاؤه )
(1/160) 

صيغ التشهد
(1/)
وعلمهم صلى الله عليه وسلم أنواعا من صيغ التشهد :
1 - ( البخاري ومسلم ) ( تشهد ابن مسعود : قال :
( علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد - [ و ] كفي بين كفيه - كما يعلمني السورة من القرآن :
( التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين [ فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض ] أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) [ وهو بين ظهرانينا فلما قبض قلنا : السلام على النبي ]
(1/161)
2 - ( مسلم وأبو عوانة والشافعي ) تشهد ابن عباس : قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا [ السورة من ] القرآن فكان يقول :
( التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله [ ال ] سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته [ ال ] سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله و [ أشهد ] أن محمدا رسول الله . وفي رواية : عبده ورسوله )
(1/162)
3 - ( أبو داود والدارقطني وصححه ) تشهد ابن عمر : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في التشهد :
( التحيات لله [ و ] الصلوات [ و ] الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله - قال ابن عمر : زدت فيها : وبركاته - السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله - قال ابن عمر : وزدت فيها : وحده لا شريك له - وأشهد أن محمدا - عبده ورسوله )
4 - ( مسلم وأبو عوانة ) تشهد أبي موسى الأشعري : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( . . . وإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم : التحيات الطيبات الصلوات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله [ وحده لا شريك له ] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله [ سبع كلمات عن تحية الصلاة ]
5 - ( مالك والبيهقي بسند صحيح ) تشهد عمر بن الخطاب كان رضي الله عنه يعلم الناس التشهد وهو على المنبر يقول : قولوا :
( التحيات لله الزاكيات لله الطيبات [ لله ] السلام عليك . . . )
(1/163)
إلخ مثل تشهد ابن مسعود
6 - ( ابن أبي شيبة والسراج والبيهقي ) تشهد عائشة : قال القاسم بن محمد كانت عائشة تعلمنا التشهد وتشير بيدها تقول :
( التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات لله السلام على النبي . . . ) إلخ تشهد ابن مسعود
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وموضعها وصيغها
(1/)
( أبو عوانة في صحيحه ) وكان صلى الله عليه وسلم يصلي على نفسه في التشهد الأول وغيره
وسن ذلك لأمته حيث أمرهم بالصلاة عليه بعد السلام عليه
(1/164) 
وعلمهم أنواعا من صيغ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم :
1 - ( أحمد والطحاوي بسند صحيح ) ( اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد )
وهذا كان يدعو به هو نفسه صلى الله عليه وسلم
2 - ( البخاري ومسلم ) ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على [ إبراهيم وعلى ] آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد
(1/165)
كما باركت على [ إبراهيم وعلى ] آل إبراهيم إنك حميد مجيد )
3 - ( أحمد والنسائي وأبو يعلى ) اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم [ وآل إبراهيم ] إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على [ إبراهيم و ] وآل إبراهيم إنك حميد مجيد )
4 - ( مسلم وأبو عوانة ) ( اللهم صل على محمد [ النبي الأمي ] وعلى آل محمد كما صليت على [ آل ] إبراهيم وبارك على محمد [ النبي الأمي ] وعلى آل محمد كما باركت على [ آل ] إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد )
5 - ( البخاري والنسائي والطحاوي وأحمد ) ( اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على [ آل ] إبراهيم وبارك على محمد [ عبدك ورسولك ] [ وعلى آل محمد ] كما باركت على إبراهيم [ وعلى آل إبراهيم ] )
(1/166)
6 - ( البخاري ومسلم ) ( اللهم صل على محمد و [ على ] أزواجه وذريته كما صليت على [ آل ] إبراهيم وبارك على محمد و [ على ] أزواجه وذريته كما باركت - على [ آل ] إبراهيم إنك حميد مجيد )
7 - ( النسائي والطحاوي ) ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ) 
فوائد مهمة في الصلاة على نبي الأمة
(1/)
الفائدة الأولى : من الملحوظ أن أكثر هذه الأنواع من صيغ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ليس فيها ذكر إبراهيم نفسه مستقلا عن آله وإنما فيها : ( كما صليت على آل إبراهيم ) والسبب في ذلك أن آل الرجل في اللغة العربية يتناول الرجل كما يتناول غيره ممن يؤوله كما في قوله تعالى : إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين آل عمران ( 23 ) وقوله : إلا آل لوط نجيناهم بسحر القمر ( 34 ) ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم صل على آل أبي أوفى ) وكذلك لفظ أهل البيت كقوله تعالى : رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت هود ( 73 ) فإن إبراهيم داخل فيهم
قال ( شيخ الإسلام ) :
( ولهذا جاء في أكثر الألفاظ : ( كما صليت على آل إبراهيم ) و ( كما
(1/168)
باركت على آل إبراهيم ) وجاء في بعضها : ( إبراهيم ) نفسه لأنه هو الأصل في الصلاة والزكاة وسائر أهل بيته إنما يحصل ذلك تبعا وجاء في بعضها ذكر هذا وهذا تنبيها على هذين )
إذا علمت ذلك فقد اشتهر التساؤل بين العلماء عن وجه التشبيه في قوله : ( كما صليت ) إلخ لأن المقرر أن المشبه دون المشبه به والواقع هنا عكسه إذ أن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل من إبراهيم وقضية كونه أفضل أن تكون الصلاة المطلوبة أفضل من كل صلاة حصلت أو تحصل وأجاب العلماء عن ذلك بأجوبة كثيرة تراها في ( الفتح ) و ( الجلاء ) وقد بلغت نحو عشرة أقوال بعضها أشد ضعفا من بعض إلا قولا واحدا فإنه قوي واستحسنه شيخ الإسلام وابن القيم وهو قول من قال :
( عن آل إبراهيم فيهم الأنبياء الذين ليس في آل محمد مثلهم فإذا طلب للنبي صلى الله عليه وسلم ولآله مثل ما لإبراهيم وآله وفيهم الأنبياء حصل لآل محمد من ذلك ما يليق بهم فإنهم لا يبلغون مراتب الأنبياء وتبقى الزيادة التي للأنبياء - وفيهم إبراهيم - لمحمد صلى الله عليه وسلم فيحصل له من المزية ما لا يحصل لغيره )
قال ابن القيم :
( وهذا أحسن من كل ما تقدم وأحسن منه أن يقال : محمد صلى الله عليه وسلم هو من آل إبراهيم بل هو خير آل إبراهيم كما روى علي بن طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين آل عمران ( 33 ) قال ابن عباس : ( محمد من آل إبراهيم ) وهذا نص إذا دخل غيره من الأنبياء الذين هم من ذرية إبراهيم في
(1/168)
آله فدخول رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى فيكون قولنا : ( كما صليت على آل إبراهيم ) متناولا للصلاة عليه وعلى سائر النبيين من ذرية إبراهيم ثم قد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليه وعلى آله خصوصا بقدر ما صلينا عليه مع سائر آل إبراهيم عموما وهو فيهم ويحصل لآله من ذلك ما يليق بهم ويبقى الباقي كله له صلى الله عليه وسلم قال : ولا ريب أن الصلاة الخاصة لآل إبراهيم ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم أكمل من الصلاة الحاصلة لهم دونهم فيطلب له من الصلاة هذا الأمر العظيم الذي هو أفضل مما لإبراهيم قطعا ويظهر حينئذ فائدة التشبيه وجريه على أصله وأن المطلوب له من الصلاة بهذا اللفظ أعظم من المطلوب له بغيره فإنه إذا كان المطلوب بالدعاء إنما هو مثل المشبه به وله أوفر نصيب منه صار له من المشبه المطلوب أكثر مما لإبراهيم وغيره وإنضاف إلى ذلك مما له من المشبه به من الحصة التي لم تحصل لغيره فظهر بهذا من فضله وشرفه على إبراهيم وعلى كل من آله - وفيهم النبيون - ما هو اللائق به وصارت هذه الصلاة دالة على هذا التفضيل وتابعة له وهي من موجباته ومقتضياته فصلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا وجزاه عنا أفضل ما جزى نبيا عن أمته اللهم صل على محمد وعلى آله محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) 

الفائدة الثانية : ويرى القارئ الكريم أن هذه الصيغ على اختلاف أنواعها فيها كلها الصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وذريته معه صلى الله عليه وسلم فلذلك فليس من السنة ولا يكون منفذا للأمر النبوي من اقتصر على قوله : ( اللهم صل على محمد ) فحسب بل لا بد من الإتيان بإحدى هذه الصيغ كاملة كما جاءت عنه صلى الله عليه وسلم لا فرق في ذلك بين التشهد الأول والآخر وهو نص الإمام
(1/169)
الشافعي في ( الأم ) ( 1 / 102 ) فقال :
( والتشهد في الأولى والثانية لفظ واحد لا يختلف ومعنى قولي ( التشهد ) التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا يجزيه أحدهما عن الآخر )
وأما حديث : ( كان لا يزيد في الركعتين على التشهد ) فهو حديث منكر كما حققته في ( الضعيفة ) ( 5186 )
وإن من عجائب هذا الزمن ومن الفوضى العلمية فيه أن يجرؤ بعض الناس - وهو الأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي في كتابه : ( الإسلام الصحيح ) - على إنكار الصلاة على الآل في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم على الرغم من ورود ذلك في ( الصحيحين ) وغيرهما عن جمع من الصحابة منهم كعب بن عجرة وأبو حميد الساعدي وأبو سعيد الخدري وأبو مسعود الأنصاري وأبو هريرة وطلحة بن عبيد الله وفي أحاديثهم أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم : ( كيف نصلي عليك ) فعلمهم صلى الله عليه وسلم هذه الصيغ وحجته في الإنكار أن الله تعالى لم يذكر في قوله : صلوا عليه وسلموا تسليما مع النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ثم أنكر وبالغ في الإنكار أن يكون الصحابة قد سألوه صلى الله عليه وسلم ذلك السؤال لأن الصلاة معروفة المعنى عندهم وهو الدعاء فكيف يسألونه وهذه مغالطة مكشوفة لأن سؤالهم لم يكن على معنى الصلاة عليه حتى يرد ما ذكره وإنما كان عن كيفية الصلاة عليه كما جاء في جميع الروايات على ما سبقت الإشارة إليه وحينئذ فلا غرابة لأنهم سألوه عن كيفية شرعية لا يمكنهم معرفتها إلا من طريق الشارع الحكيم العليم وهذا كما لو سألوه عن كيفية الصلاة المفروضة بمثل قوله تعالى : وأقيموا الصلاة فإن معرفتهم لأصل معنى الصلاة في اللغة لا يغنيهم عن السؤال عن كيفيتها الشرعية وهذا بين لا يخفى
(1/170)
وأما حجته المشار إليها فلا شيء ذلك لأنه من المعلوم عند المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم هو المبين لكلام رب العالمين كما قال تعالى : وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم النحل ( 44 ) فقد بين صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة عليه وفيها ذكر الآل فوجب قبول ذلك منه لقوله تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه الحشر ( 7 ) وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور : ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) وهو مخرج في ( تخريج المشكاة ) ( 163 و4247 )
وليت شعري ماذا يقول النشاشيبي - ومن قد يغتر ببهرج كلامه - فيمن عسى أن ينكر التشهد في الصلاة أو أنكر على الحائض ترك الصلاة والصوم في حيضها بدعوى أن الله لم يذكر التشهد في القرآن وإنما ذكر القيام والركوع والسجود فقط وأنه تعالى لم يسقط في القرآن الصلاة والصوم عن الحائض فالواجب عليها القيام بذلك فهل يوافقون هذا المنكر في إنكاره أم ينكرون عليه ذلك فإن كان الأول - وذلك مما لا نرجوه - فقد ضلوا ضلالا بعيدا وخرجوا عن جماعة المسلمين وإن كان الآخر فقد وفقوا وأصابوا فما ردوا به على المنكر فهو ردنا على النشاشيبي وقد بينا لك وجه ذلك
فحذار أيها المسلم أن تحاول فهم القرآن مستقلا عن السنة فإنك لن تستطيع ذلك ولو كنت في اللغة سيبويه زمانك وهاك المثال أمامك فإن النشاشيبي هذا كان من كبار علماء اللغة في القرن الحاضر فأنت تراه قد ضل حين اغتر بعلمه في اللغة ولم يستعن على فهم القرآن بالسنة بل إنه أنكرها كما عرفت والأمثلة على ما نقول كثيرة جدا لا يتسع المقام لذكرها وفيما سبق
(1/171)
كفاية . والله الموفق 

الفائدة الثالثة : ويرى القارئ أيضا أنه ليس في شيء منها لفظ : ( السيادة ) ولذلك اختلف المتأخرون في مشروعية زيادتها في الصلوات الإبراهيمية ولا يتسع المجال الآن لنفصل القول في ذلك وذكر من ذهب إلى عدم مشروعيتها اتباعا لتعليم النبي صلى الله عليه وسلم الكامل لأمته حين سئل عن كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فأجاب آمرا بقوله : ( قولوا : اللهم صل على محمد . . . ) ولكني أريد أن أنقل إلى القراء الكرام هنا رأي الحافظ ابن حجر العسقلاني في ذلك باعتباره أحد كبار علماء الشافعية الجامعين بين الحديث والفقه فقد شاع لدى متأخري الشافعية خلاف هذا التعليم النبوي الكريم
فقال الحافظ محمد بن محمد بن محمد الغرابيلي ( 790 - 835 ) وكان ملازما لابن حجر - قال رحمه ومن خطه نقلت :
( وسئل ( أي الحافظ ابن حجر ) أمتع الله بحياته عن صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أو خارج الصلاة سواء قيل بوجوبها أو ندبيتها هل يشترط فيها أن يصفه صلى الله عليه وسلم بالسيادة كأن يقول مثلا : اللهم صل على سيدنا محمد أو على سيد الخلق أو على سيد ولد آدم أو يقتصر على قوله : اللهم صل على محمد وأيهما أفضل : الإتيان بلفظ السيادة لكونها صفة ثابتة له صلى الله عليه وسلم أو عدم الإتيان به لعدم ورود ذلك في الآثار
فأجاب رضي الله عنه :
نعم اتباع الألفاظ المأثورة أرجح ولا يقال : لعله ترك ذلك تواضعا
(1/172)
منه صلى الله عليه وسلم كما لم يكن يقول عند ذكره صلى الله عليه وسلم : ( صلى الله عليه وسلم ) وأمته مندوبة إلى أن تقول ذلك كلما ذكر لأنا نقول : لو كان ذلك راجحا لجاء عن الصحابة ثم عن التابعين ولم نقف في شيء من الآثار عن أحد من الصحابة ولا التابعين لهم قال ذلك مع كثرة ما ورد عنهم من ذلك وهذا الإمام الشافعي - أعلى الله درجته وهو من أكثر الناس تعظيما للنبي صلى الله عليه وسلم - قال في خطبة كتابه الذي هو عمدة أهل مذهبه : ( اللهم صل على محمد ) إلى آخره ما أداه إليه اجتهاده وهو قوله : كلما ذكره الذاكرون وكلما غفل عن ذكره الغافلون وكأنه استنبط ذلك من الحديث الصحيح الذي فيه : ( سبحان الله عدد خلقه ) فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال لأم المؤمنين - ورآها قد أكثرت التسبيح وأطالته - : ( لقد قلت بعدك كلمات لو وزنت بما قلت لوزنتهن ) فذكر ذلك وكان صلى الله عليه وسلم يعجبه الجوامع من الدعاء
وقد عقد القاضي عياض بابا في صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب ( الشفاء ) ونقل فيها أثارا مرفوعة عن جماعة من الصحابة والتابعين ليس في شيء منها عن أحد من الصحابة وغيرهم لفظ : ( سيدنا )
منها حديث علي أنه كان يعلمهم كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : اللهم داحي المدحوات وباري المسموكات اجعل سوابق صلواتك ونوامي بركاتك وزائد تحيتك على محمد عبدك ورسولك الفاتح لما أغلق
وعن علي أنه كان يقول : صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وما سبح لك من شيء يا رب العالمين على محمد بن عبد الله خاتم النبيين وإمام المتقين . . الحديث
وعن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول : اللهم اجعل صلواتك
(1/173)
وبركاتك ورحمتك على محمد عبدك ورسولك إمام الخير ورسول الرحمة . . . الحديث
وعن الحسن البصري أنه كان يقول : من أراد أن يشرب بالكأس الأروى من حوض المصطفى فليقل : اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأولاده وذريته وأهل بيته وأصهاره وأنصاره وأشياعه ومحبيه . فهذا ما أوثره من ( الشفاء ) مما يتعلق بهيئة الصلاة عليه عن الصحابة ومن بعدهم وذكر فيه غير ذلك
نعم ورد في حديث ابن مسعود أنه كان يقول في صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم اجعل فضائل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين . . . الحديث . أخرجه ابن ماجه ولكن إسناده ضعيف وحديث علي المشار إليه أولا أخرجه الطبراني بإسناد ليس له بأس وفيه ألفاظ غريبة رويتها مشروحة في كتاب ( فضل النبي صلى الله عليه وسلم ) لأبي الحسن بن الفارس وقد ذكر الشافعية أن رجلا لو حلف ليصلين على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة فطريق البر أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم صل على محمد كلما ذكره الذاكرون وسها عن ذكره الغافلون . وقال النووي : والصواب الذي ينبغي الجزم به أن يقال : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم . . . الحديث
وقد تعقبه جماعة من المتأخرين بأنه ليس في الكيفيتين المذكورتين ما يدل على ثبوت الأفضلية فيهما من حيث النقل وأما من حيث المعنى فالأفضلية ظاهرة في الأول
والمسألة مشهورة في كتب الفقه والغرض منها أن كل من ذكر هذه المسألة من الفقهاء قاطبة لم يقع في كلام أحد منهم : ( سيدنا ) ولو كانت
(1/174)
هذه الزيادة مندوبة ما خفيت عليهم كلهم حتى أغفلوها والخير كله في الاتباع والله أعلم )
قلت : وما ذهب إليه الحافظ ابن حجر رحمه الله من عدم مشروعية تسويده صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه اتباعا للأمر الكريم وهو الذي عليه الحنفية هو الذي ينبغي التمسك به لأنه الدليل الصادق على حبه صلى الله عليه وسلم قل إن كنتم تحبوني فاتبعوني يحببكم الله آل عمران ( 31 )
ولذلك قال الإمام النووي في ( الروضة ) ( 1 / 265 ) :
( وأكمل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم صل على محمد . . . ) إلخ وفق النوع الثالث المتقدم فلم يذكر فيه ( السيادة ) 

الفائدة الرابعة :
واعلم أن النوع الأول من صيغ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم - وكذا النوع الرابع - هو ما علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه لما سألوه عن كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وقد استدل بذلك على أنها أفضل الكيفيات في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لأنه لا يختار لهم - ولا لنفسه - إلا الأشرف والأفضل ومن ثم صوب النووي في ( الروضة ) أنه لو حلف ليصلين عليه صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة لم يبر إلا بتلك الكيفية ووجه السبكي بأنه من أتى بها فقد صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بيقين وكل من جاء بلفظ غيرها فهو من إتيانه بالصلاة المطلوبة في شك لأنهم قالوا : كيف نصلي عليه قال : ( قولوا : . . . ) فجعل الصلاة عليه منهم هي قولهم كذا . انتهى
ذكره الهيتمي في ( الدر المنضود ) ( ق 25 / 2 ) ثم ذكرا ( ق 27 / 1 ) أن المقصود يحصل بكل من هذه الكيفيات التي جاءت في الأحاديث الصحيحية
(1/175) 
الفائدة الخامسة :
واعلم أنه لا يشرع تلفيق صيغة صلاة واحدة من مجموع هذه الصيغ وكذلك يقال في صيغ التشهد المتقدمة بل ذلك بدعة في الدين إنما السنة أن يقول هذا تارة وهذا تارة كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية في بحث له في التكبير في العيدين ( مجموع ) ( 69 / 253 / 1 )
الفائدة السادسة :
قال العلامة صديق حسن خان في كتابه ( نزل الأبرار بالعلم المأثور من الأدعية والأذكار ) بعد أن ساق أحاديث كثيرة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والإكثار منها - قال ( ص 161 ) :
( لا شك في أن أكثر المسلمين صلاة عليه صلى الله عليه وسلم هم أهل الحديث ورواة السنة المطهرة فإن من وظائفهم في هذا العلم الشريف الصلاة عليه أمام كل حديث ولا يزال لسانهم رطبا بذكره صلى الله عليه وسلم وليس كتاب من كتب السنة ولا ديوان من دواوين الحديث - على اختلاف أنواعها من ( الجوامع ) و ( المسانيد ) و ( المعاجم ) و ( الأجزاء ) وغيرها - إلا وقد اشتمل على آلاف الأحاديث حتى إن أخصرها حجما كتاب ( الجامع الصغير ) للسيوطي فيه عشرة آلاف حديث وقس على ذلك سائر الصحف النبوية فهذه العصابة الناجية والجماعة الحديثية أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة وأسعدهم بشفاعته صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي - ولا يساويهم في هذه الفضيلة أحد من الناس إلا من جاء بأفضل مما جاؤوا به ودونه خرط القتاد فعليك يا باغي الخير وطالب النجاة بلا ضير أن تكون محدثا أو متطفلا على المحدثين وإلا فلا تكن . . . فليس فيما سوى ذلك من عائدة تعود إليك )
قلت : وأنا أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلني من هؤلاء المحدثين الذين هم أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل هذا الكتاب من الأدلة على ذلك
(1/176)
ورحم الله الإمام أحمد إمام السنة الذي أنشد :
دين النبي محمد أخبار نعم المطية للفتى آثار
لا ترغبن عن الحديث وأهله فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى أثر الهدى والشمس بازغة لها أنوار
وكذلك سن لهم الدعاء في هذا المتشهد وغيره فقال صلى الله عليه وسلم :
( النسائي والطبراني وأحمد وهومخرج في ( الصحيحة ) ( إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا : ( التحيات لله . . . ) ( فذكرها إلى آخرها ثم قال : ( ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ) 
القيام إلى الركعة الثالثة ثم الرابعة
(1/)
( البخاري ومسلم ) ثم كان صلى الله عليه وسلم ينهض إلى الركعة الثالثة مكبرا وأمر به ( المسيء صلاته ) في قوله : ( ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة ) كما تقدم
( أبو يعلى بسند جيد وهو مخرج في ( الصحيحة ) و ( كان صلى الله عليه وسلم إذا قام من القعدة كبر ثم قام )
( البخاري وأبو داود ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يرفع يديه ) مع هذا التكبير أحيانا
( البخاري وأبو داود ) و ( كان إذا أراد القيام إلى الركعة الرابعة قال : ( الله أكبر ) وأمر به ( المسيء صلاته ) كما تقدم آنفا
(1/177)
( أبو عوانة والنسائي بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يرفع يديه ) . مع هذا التكبير أحيانا
( البخاري وأبو داود ) ثم ( كان يستوي قاعدا على رجله اليسرى معتدلا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ثم يقوم معتمدا على الأرض )
( الحربي في ( غريب الحديث ) ومعناه عند البخاري ) و ( كان يعجن يعتمد على يديه إذا قام )
و ( كان يقرأ في كل من الركعتين : الفاتحة ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) وكان ربما أضاف إليهما في صلاة الظهر بضع آيات كما سبق بيانه في القراءة في ( صلاة الظهر )
القنوت في الصلوات الخمس للنازلة
(1/)
( البخاري وأحمد ) و ( كان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت في الركعة الأخيرة بعد الركوع إذا قال : ( سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ) و ( كان يجهر بدعائه )
( أحمد والطبراني بسند صحيح ) و ( يرفع يديه )
(1/178)
( أبو داود والسراج وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ) و ( يؤمن من خلفه )
( أبو داود والسراج والدارقطني ) و ( كان يقنت في الصلوات الخمس كلها ) لكنه
( ابن خزيمة في صحيحه ) ( كان لا يقنت فيها إلا إذا دعا لقوم أو على قوم ) فربما قال :
( أحمد والبخاري والزيادة لمسلم ) ( اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف [ اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله ] )
( النسائي وأحمد ) ثم ( كان يقول - إذا فرغ من القنوت - : ( الله أكبر ) فيسجد ) 

القنوت في الوتر
(1/)
( ابن نصر والدارقطني بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يقنت في ركعة الوتر ) أحيانا
( ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي ) و ( يجعله قبل الركوع )
(1/179)
وعلم الحسن بن علي رضي الله عنه أن يقول [ إذا فرغ من قراءته في الوتر ] :
( ابن خزيمة وكذا ابن أبي شيبة ) ( اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت [ ف ] إنك تقضي ولا يقضى عليك [ و ] إنه لا يذل من واليت [ ولا يعز من عاديت ] - هذه الزيادة ثابتة في الحديث كما قال الحافظ في ( التلخيص )
(1/180)
تباركت ربنا وتعاليت [ لا منجا منك إلا إليك ] ) 
التشهد الأخير وجوب التشهد
ثم كان صلى الله عليه وسلم بعد أن يتم الركعة الرابعة يجلس للتشهد الأخير
وكان يأمر فيه بما أمر به في الأول ويصنع فيه ما كان يصنع في الأول إلا أنه ( البخاري ) ( كان يقعد فيه متوركا )
( أبو داود والبيهقي بسند صحيح ) ( يفضي بوركه اليسرى إلى الأرض ويخرج قدميه من ناحية واحدة )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( يجعل اليسرى تحت فخذه وساقه ) و ( ينصب اليمنى ) وربما ( فرشها ) - مسلم وأبو عوانة - أحيانا
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان يلقم كفه اليسرى ركبته يتحامل عليها )
وسن فيه الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كما سن ذلك في التشهد الأول وقد مضى هناك ذكر الصيغ الواردة في صفة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
(1/)
وقد ( سمع صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
(1/181)
( عجل هذا ) ثم دعاه فقال له ولغيره :
( أحمد وأبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) ( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه جل وعز والثناء عليه ثم يصلي وفي رواية : ليصل ) على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء )
و ( سمع رجلا يصلي فمجد الله وحمده وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( النسائي بسند صحيح ) ( ادع تجب وسل تعط ) 
وجوب الاستعاذة من أربع قبل الدعاء
(1/)
( مسلم وأبو عوانة والنسائي وابن الجارود ) وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا فرغ أحدكم من التشهد [ الآخر ] فليستعذ بالله من أربع [ يقول : اللهم إني أعوذ بك ] من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر [ فتنة ] المسيح الدجال [ ثم يدعو لنفسه بما بدا له ] )
(1/182)
( أبو داود وأحمد بسند صحيح ) و ( كان صلى الله عليه وسلم يدعو به في تشهده )
( مسلم وأبو عوانة ) و ( كان يعلمه الصحابة رضي الله عنهم كما يعلمهم السورة من القرآن ) 

الدعاء قبل السلام وأنواعه
(1/)
( البخاري ومسلم ) وكان صلى الله عليه وسلم يدعو في صلاته بأدعية متنوعة تارة بهذا وتارة بهذا وأقر أدعية أخرى و ( أمر المصلي أن يتخير منها ما شاء ) . وهاك هي :
1 - ( البخاري ومسلم ) ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح
(1/183)
الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم )
2 - ( النسائي بسند صحيح ) ( اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل [ بعد ] )
3 - ( أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) ( اللهم حاسبني حسابا يسيرا )
4 - ( النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق ( وفي رواية : الحكم ) والعدل في الغضب والرضى وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا يبيد وأسألك قرة عين [ لا تنفد و ] لا تنقطع وأسألك الرضى بعض القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك و [ أسألك ] الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا
(1/184)
هداة مهتدين )
5 - وعلم صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يقول :
( البخاري ومسلم ) ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يفغر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )
6 - ( أحمد والطيالسي والبخاري في ( الأدب المفرد ) وقد خرجته في الصحيحة ) وأمر عائشة رضي الله عنها أن تقول :
( اللهم إني أسألك من الخير كله [ عاجله وآجله ] ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله [ عاجله وآجله ] ما علمت منه وما لم أعلم وأسألك ( وفي رواية : اللهم إني أسألك ) الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك ( وفي رواية : اللهم إني أسألك ) من [ ال ] خير ما سألك عبدك ورسولك [ محمد وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ] [ وأسألك ] ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته [ لي ] رشدا )
7 - ( أبو داود وابن ماجه وابن خزيمة بسند صحيح ) و ( قال لرجل : ( ما تقول في الصلاة ) قال : أتشهد ثم أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار أما والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال صلى الله عليه وسلم :
(1/185)
( حولها ندندن )
8 - وسمع رجلا يقول في تشهده :
( أبو داود والنسائي وأحمد وأبن خزيمة ) ( اللهم إني أسألك يا الله ( وفي رواية : بالله ) [ الواحد ] الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم . فقال صلى الله عليه وسلم :
( قد غفر له قد غفر له )
9 - وسمع آخر يقول في تشهده أيضا :
( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال :
( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية :
(1/186)
الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى )
10 - ( مسلم وأبو عوانة ) وكان من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم :
( اللهم اغفر ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ) 

التسليم
(1/)
( مسلم بنحوه وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه ) ثم ( كان صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه : ( السلام عليكم ورحمة الله ) [ حتى يرى بياض خده الأيمن ] وعن يساره : ( السلام عليكم ورحمة الله ) [ حتى يرى بياض خده الأيسر ] )
( أبو داود وابن خزيمة بسند صحيح ) وكان أحيانا يزيد في التسليمة الأولى : ( وبركاته )
( النسائي وأحمد والسراج بسند صحيح ) و ( كان إذا قال عن يمينه : ( السلام عليكم ورحمة الله ) اقتصر - أحيانا
(1/187)
( ابن خزيمة والبيهقي والضياء في ( المختارة ) ( على قوله عن يساره : ( السلام عليكم ) . وأحيانا ( كان يسلم تسليمة واحدة : [ ( السلام عليكم ) ] [ تلقاء وجهه يميل إلى الشق الأيمن شيئا ] [ أو قليلا ] )
( مسلم وأبو عوانة والسراج وابن خزيمة والطبراني ) و ( كانوا يشيرون بأيديهم إذا سلموا عن اليمين وعن الشمال فرآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
( ما شأنكم تشيرون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس إذا سلم أحدكم فليلتفت إلى صاحبه ولا يومئ بيده ) [ فلما صلوا معه أيضا لم يفعلوا ذلك ] ( وفي رواية : إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله )
وجوب السلام
( صححه الحاكم والذهبي ) وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( . . . وتحليلها ( يعني : الصلاة ) التسليم )
(1/188) 
الخاتمة
كل ما تقدم من صفة صلاته صلى الله عليه وسلم يستوي فيه الرجال والنساء ولم يرد في السنة ما يقتض استثناء النساء من بعض ذلك بل إن عموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) يشملهن وهو قول إبراهيم النخعي قال :
( تفعل المرأة في الصلاة كما يفعل الرجل )
أخرجه ابن أبي شيبة ( 1 / 75 / 2 ) بسند صحيح عنه
وحديث انضمام المرأة في السجود وأنها ليست في ذلك كالرجل مرسل لا حجة فيه . رواه أبو داود في ( المراسيل ) ( 117 / 87 ) عن يزيد بن أبي حبيب وهو مخرج في ( الضعيفة ) ( 2652 )
وأما ما رواه الإمام أحمد في ( مسائل ابنه عبد الله عنه ) ( ص 71 ) عن ابن عمر أنه كان يأمر نساءه يتربعن في الصلاة فلا يصح إسناده لأن فيه عبد الله بن العمري وهو ضعيف
وروى البخاري في ( التاريخ الصغير ) ( ص 95 ) بسند صحيح عن أم الدرداء :
( أنها كانت تجلس في صلاتها جلسة الرجل وكانت فقيهة )
وهذا آخر ما تيسر جمعه في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم وأرجو الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وهاديا إلى سنة نبيه الرؤوف الرحيم
(1/189)
و ( سبحان الله وبحمده سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك )
( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد )
(1/190)
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق